ياسمين مشرفة
عدد الرسائل : 476 العمر : 41 تاريخ التسجيل : 10/06/2009
| موضوع: قلوب الرجال السبت مايو 22, 2010 12:43 am | |
| قرأت قبل أيام عن استفتاء أجري بواسطة الانترنت في 15 دولة رجح قبول معظم الرجال بفكرة الزواج من ذات المرأة لو عادوا لأيام العزوبية وقال 67% منهم إنهم على استعداد للزواج مرة أخرى من ذات المرأة التي انفصلوا عنها سابقاً .. ومثل هذه النسبة الغالبة ذكرتني بقول أبي تمام : نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى فما الحب إلا للحبيب الأول ولكن ؛ رغم جمال هذا البيت لا يمكن الادعاء أنه صحيح 100% كون الاشتياق للحبيب الأول أمراً نسبياً يتفاوت بين شعوب العالم المختلفة؛ ففي الصين وبريطانيا مثلاً أعرب أكثر من نصف الرجال (فوق سن 45 عاماً) عن رضاهم باختيارهم الأول، في حين وافق أقل من نصف الرجال في الفيليبين والهند على الزواج مجدداً من المرأة التي يرتبطون بها حالياً... على أي حال موافقة 67% من الرجال على الالتزام بأول حب في حياتهم يعني وجود 33% مايزالون يفضلون "التنقل" والبحث عن حب جديد . وفي حين ينضم الشاعر العباسي أبو تمام للفئة الأولى ينضم العلوي الأصبهاني للفئة الثانية حيث يقول: دع حبّ أول من كلفت بحبّه فما الحبّ إلا للحبيبِ الآخرِ ليس هذا فحسب بل يستعين بقول شاعر آخر يشاطره نفس الرأي: نقّل فؤادك حيث شئت فلن ترى كهوى جديد أو وجه مقبل ... وبين التزام أبي تمام وتنقل الأصبهاني يعيش رجال تركوا أنفسهم عرضة لمفاجآت الحاضر دون التقيد بأول أو آخر ويرفعون شعاراً مفاده: الحب للمحبوب ساعة حبه فليس في الحب أول أو آخر ويؤكد هذا الرأي شاعر آخر يقول: وأنا مبتلي في الهوى ببليتين حنين لأول وشوقِ لآخر ...أما النوع الرابع: فقلوب رجالية تستعذب البقاء بحالة انتظار ورهن القلب بما سيأتي مستقبلا ولسان حالها يقول: قلبي رهين ٌ بالهوى المقبل فالويل لي من حب لم أعدل على أي حال : .. سواء التزمت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الرجال بالحب "الأول" أم تنقلت بين "حاضر" و "مستقبل" يظل الأمر في نظري رهيناً بهرمونات ذكرية وتفاعلات كيميائية وموروثات تربوية تتصارع داخل الرجل نفسه.. فمن الناحية التربوية جميعنا يعرف أن هناك مجتمعات وثقافات تشجع على الالتزام والتقيد بشريك واحد طوال العمر في حين تشجع أخرى على التعدد (كما في المجتمعات الإسلامية) أو التنقل وجمع المحضيات (كما كان يفعل أباطرة روما والصين وملوك تايلند وكمبوديا) ... أضف لهذا ان الرجل مثل كافة مخلوقات الله الذكورية يفرق بين التزامه العاطفي وتنقله الجنسي (وهو ماتراه معظم النساء تناقضاً غير مفهوم) .. فقد يحب الرجل زوجته ويسعد بالبقاء معها ومع ذلك يتزوج عليها "أربع" إرضاء لشبقه الداخلي بل وقد يمتلئ قصره بالجواري ومع ذلك لا يكن حباً أو التزاما لأي منهن!! ... وهذا بالمناسبة هو الجانب الهرموني الذي يحدده مستوى التستيرون في الدم ؛ أما من حيث الجانب "الكيميائي" فأصبح معروفا أن العشق يصنف حاليا كمرض حقيقي يؤثر على كيميائية المخ ويسبب أعراضاً كالسرحان وانخفاض حاسة التذوق والشعور بمرارة الحلق وفقدان الشهية . وهي أعراض يسببها ارتفاع نسبة الامفيتامين الطبيعية المخدرة التي ثبت أنها السبب المباشر لحالات الخدر والسرحان اللذيذ الذي يصيب المحبين .. غير أن نسبة تركيز هذه المواد في سائل الدماغ (لا يبقى على حاله طوال العمر) وبالتالي قد تخفت مشاعر الحب والولاء بعد الزواج ويبدأ الرجل حينها بالتفكير بالزواج مجددا !! ... وبالجمع بين كافة التقلبات الرجالية أعلاه يتضح صدق المقولة النسائية الشائعة: يا مأمنة للرجال ... يا مأمنة للميه في الغربال | |
|